يتناول التسيير
المالي في المقام الأول الإجابة على أهم الأسئلة المالية وهي كيف؟، متى؟،
ومن أين؟ نتحصل ونحافظ وننمي الجانب المالي، والإجابة على التساؤلات تسمح
بالوصول إلى تحديد وترتيب مختلف الأولويات بالمؤسسة، بالإضافة إلى القيام بتحليل النتائج
المالية التي تقيس لنا مدى ملائمة وحسن تسيير المؤسسة في ظل المنافسة المحتدمة، مع
المحافظة على أهدافها ومختلف مصالح الأعوان الاقتصاديين معها، وخاصة الملاك
والعمال، دون أن يكون ذلك خارج الأطر القانونية والتشريعية المتبعة، بل باتباع
الأساليب والطرق العلمية التي يعرفها موضوع التسيير المالي، وبتوفر المبادئ
الضرورية مثل الشفافية والمصداقية ودقة المعلومة.
إضافة إلى ما سبق فإنه لابد من إدراك الجوانب المختلفة للتسيير المالي، فمثلا لدينا التخطيط المالي الذي يكون قبل انطلاق السنة المالية من خلال وضع توقعات وميزانيات وتوفير إمكانيات مالية مدروسة، وذلك بتحديد نسب وأرقام افتراضية (معيارية) محسوبة بطرق علمية، ولدينا أيضا ما يعرف بإعداد التقارير والقوائم المالية أين يتم فيها توضيح جميع العناصر والأحداث المالية التي وقعت فعلا، مما سيسمح بعد ذلك بمقارنتها مع ما هو مخطط في السابق، وكل هذا قصد إعطاء صورة واضحة عن وضعية المؤسسة وأدائها المالي ومسارها المستقبلي.
كخلاصة، يمكن القول بأن الهدف من دراسة هذا المساق يكمن في محاولة إكساب الطالب القدرة على اتقان أداء الوظائف الجزئية للتسيير المالي، بدءا من التحليل المالي، ثم كيفية اتخاذ القرارات المالية بالاعتماد على مختلف أدواته والتحكم في التقديرات والتنبؤات المالية ليصل الطالب بعد ذلك الى مستوى الوظيفة الرقابية، وهو ما يعرف بالرقابة المالية باعتبارها آخر مرحلة في التسيير المالي.