المعنى اللغوي المشترك للنظم هو ضم الشيء إلى الشيء وتنسيقه على نسق واحد..
أشار بعض الباحثين إلى اهتمام الهنود بهذه النظرية وعند اليونان نجد أرسطو يعقد فصلا في كتابه فن الشعر يتحدث فيه عن أقسام الكلام والفروق بين أقسامها، وفي كتابه الخطابة تحدث عن الروابط بين الجمل والأسلوب.أما عند العرب فقد أخذ بعض الموالي يتقنون اللغة العربية
ويعبرون بها عن أفكارهم ومشاعرهم من أمثال ابن المقفع ( 143 هـ ) الذي امتاز
أسلوبه بالفصاحة والدقة العلمية، وقد أشار إلى فكرة النظم بقوله : ( .. فليعلم
الواصفون المخبرون أن أحدهم - وإن أحسن وأبلغ – ليس زائدا على أن يكون كصاحب فصوص
وجد ياقوتا وزبرجدا ومرجانا فنظمه قلائد وسموطا وأكاليل ووضع كل فص موضعه ..) وقد أشار بن قتيبة إلى فكرة النظم بمعنى سبك
العبارة، سبك الألفاظ أو ضم بعضها إلى بعض في نظام دقيق ومتآلف فيما بينها وبين
المعاني، فيجريان معا في سلاسة وعذوبة دون تكلف أو وحشية، بحيث تخدم الألفاظ
المعاني وتصورها أصدق تصوير .. ورأى أن الألفاظ تتصرف في تعبيرها عن المعاني تصرفا
خاصا وفق نظام معين حسب الدلالة ودقة اللغة وقدرتها على التعبير ..