. تعريف ومدخل
التربية العلاجية هي مجال الدراسة الأساسية النظرية و التطبيقية التي تهتم بالبحث عن الأسس و التغيرات و المبادئ التي تتداخل مع الحاجات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة , بحيث تراعي من جهة الفروق الفردية في القدرات التعلمية لدى فئات من المتعلمين ,و تضع البرامج التعليمية المناسبة مع أدوات القياس المطورة التي تسمح بمتابعة التغيرات في التوجه نحو التعلم الذاتي و بناء القدرة المعرفية ,والوصول إلى الغايات التعليمية تماما مثل ماهو موجود في أطوار التعليم لدى المتعلم النظامي .
يضمن هذا النوع من التوجه التربوي المحافظة على طبيعة البحث الإنساني,ويترجم الحاجة إلى التدخل التربوي إلى واقع موضوعي و مدروس يحقق النمو و التكامل و تقليل الفروق في النواحي النفسية و العقلية و الجسمية و التعليمية .
وبالنظر الى التطور التاريخي في الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة فان مصطلح التربية الخاصة -هو المصطلح الشائع الاكثر قربا من مضمون التربية العلاجية -الذي يعبر من خلاله عن كل العمليات ذات الطابع التربوي ,التي تستند الى نظريات و ابحاث المجال في تقدير الحاجات التعلمية لذوي الاحتياجات الخاصة,ويقابلها تنظيم بيئة التعلم الصفي لجعلها اكثر ملائمة لهذه الفئات,و تحديد طرق التدخل البيداغوجي ,بداية من تحقق كفاءات المعلم,واستراتيجيات التعلم ,و طرق تنفيذ البرنامج العلاجي التربوي,و مكونات هذا البرنامج,من جهة فعاليته,واستجابته للحاجات التربوية المعرفية و النفسية ,و سياقات التشخيص و التقييم و التقويم ,التي ترافق العمل التعليمي ,من قبيل الاستبيانات وطرق جمع الملاحظة و الاختبارات التشخيصية ,وكل ما يساعد الفريق البيداغوجي في صناعة البروفايل الشخصي للمعاق,حيث تتحدد معالم شخصيته و مستوى تبعيته , وقدرته على التعلم ,و تفضيلاته الخ...و يتضمن المساق فروع التصنيفات لذوي الاحتياجات الخاصة ,والمعاقين بشكل بارز ,والموهوبين و منخفضي التحصيل,والاطفال سيئو التكيف و الذين يعانون من المشكلات السلوكية الصفية و الانفعالية و الاكتئاب و المخاوف المدرسية.
ويتضمن كذلك التعريف بأهم المصطلحات في حقل التربية العلاجية كالتكيف و اعادة الدمج...وصولا بالفرد المتعلم العاجز الى الحد من كف الاعاقة و تنمية القدرات الى اقصى حد ممكن.
و يتضمن كذلك كل تطبيقات البحث العلمي التربوي في مجال تعزيز استراتيجيات التعلم و تطوير مناهج التعليم الموجه لهذه الفئات,وكذلك التعلم التكنولوجي و الادوات التعليمية المساعدة ,مع استشراف افاق و مناحي التطور في فهم الاعاقة عموما و الطفل القاصر تربويا,والفروق القائمة بين و داخل مجموعات الاعاقة من الفئة الواحدة ,او الفئات المتعددة للاعاقة .
تبنى المحاور النظرية للمقياس على المراجع الاساسية لمادة البحث ,و الابحاث المحكمة في المجلات العلمية التي تنشرها الجامعات ذات العلاقة بالبحث في المجال.