لقد تعددت الاستراتيجيات في مجال
إدارة الموارد البشرية والتي يعتبر أغلبها حديثاً ولا يزال من أهمها في مجال إدارة
المنشآت الرياضية، لكن بطبيعة الحال لا يمكن الخوض في تلك الوظائف الحديثة دون
التطرق لما يمكن تسميته بالوظائف التقليدية أو الكلاسيكية، من منطلق فكرة أساسية
في هذا المجال مفادها أنه لا يمكن الكلام عن الاستراتيجيات الحديثة قبل معرفة
الاستراتيجيات التقليدية أو البديهية، إذ لا يعقل بأي شكلٍ من الأشكال أن تنجح أي منشأة
ما مهما كان مجال تخصصها في سياساتها الإدارية عموماً أو المرتبطة منها بالموارد
البشرية خصوصاً إلا إذا اعتمدت على تلك
الوظائف الأساسية من تحليلٍ وتوصيفٍ وتخطيطٍ واستقطابٍ واختيارٍ وتعيينٍ على أساس
اعتبارها وظائف قبليةٍ، وكذا ما ارتبط بنظم الأجور والحوافز والتكوين والترقية
وتقييم الآداء على أساس اعتبارها وظائف بعديةٍ، ثم تأتي فيما بعد تلك الوظائف
والاستراتيجيات الحديثة التي من شأنها أن تعمل وتساعد على زيادة استقرار الموارد
البشرية داخل المنشأة الرياضية، وتطور هذه الأخيرة وازدهارها لاحقاً كونها أحد أهم
المنشآت الاجتماعية والصحية وحتى الاقتصادية في بعض الأحيان، إلا أن تلك
الاستراتيجيات الحديثة مع طبيعة التركيز والاهتمام بالموارد البشرية وكل ما يرتبط
بها قد أصبحت كثيرة ومتعددة ومتجددة ومتواصلة لدرجة أنه يصعب على الباحث أو المهتم
بهذا المجال إلى حدٍ كبيرٍ أن يتمكن من حصرها أو الإلمام بها كلها، هذا الأمر يوضح
أننا سنتناول أهم الاستراتيجيات الحديثة وليس كلها والمتمثلة في إدارة الجودة الشاملة، نظم المعلومات الإدارية، إدارة المعرفة، الثقافة التنظيمية والعدالة التنظيمية والتطوير التنظيمي، إعادة الهندسة، جودة حياة بيئة العمل، والعولمة وإدارة الموارد البشرية.