تعد الهرمينوطيقا استمرارا وتطورا لفلسفة التأويل التي عرفها التراث الفكري العالمي فهي قد ولدت من رحم تأويلات النص الديني، خاصة خلال العصر الوسيط الذي انتشرت معه النصوص الدينية عبر المدونة الإنجيلية بنصيها العهد القديم والجديد، ثم مع ظهور الدين الإسلامي وتعدد الفرق والطوائف حول مشكلة فهم النص القرآني والسنة النبوية، فظهرت أشكال من التأويلات للنص الديني كلها تصب في دعم التوجه الفكري والسياسي مما نتج عنه تعدد في الفهم واختلاف حول طبيعته وأسسه.
ومن خلال المحتوى التالي ـ مع بعض التصرف في ترتيب الموضوعات ـ سنحاول الإحاطة بطبيعة التأويل ونتعرف على أسسه عند القدماء خاصة عبر الرحم الطبيعي الذي تكونت فيه فلسفة تأويل النص الديني، سواء في الفكر اليهودي أو المسيحي.