مدخل آداب عالمية العالمي

 

     الأدب العالمي هو الأدب الذي اجتاز حدود الدول والقوميات، وترجم إلى العديد من لغات العالم، وحقق انتشارًا واسعًا، وشهرة كبيرة، بفضل خصائصه الفنية والأدبية ، وتصويره لقضايا الإنسان، مثل أدب: شكسبير و تولستوي و فكتور هيجو و آرنست همنغواي و غابرييل غارثيا ماركيز...ويبدو مفهوم هذا المصطلح قريبا من المعنى الذي قال به الشاعر الألماني غوته«تـ1832» وهو الأدب، ولاسيما الشعر، الذي يرتقى إلى مستوى الإنسانية في موضوعاته وفنه، ولا يتخلى عن بعده القومي أو الوطني أو المحلي. وتوقع غوته بأن آداب الأمم المختلفة سوف تلتقي وتتقاطع وتتفاعل حتى تحقق الأدب العالمي،

وكان غوته ذا أفق إنساني، فقد حاول تعلم العربية ليقرأ القرآنالكريم بها، وأعجب بألف ليلة وليلة، كما أعجب بالشاعر الفارسي «حافظ الشيرازي» ووضع ديوانه «الديوان الشرقي للشاعر الغربي» وفيه تأملات شرقية من وحي «حافظ الشيرازي»، كما كتب غوته عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعبر عن إعجابه به، وبذلك مثل رؤية إنسانية منفتحة على العالم.

ومصطلح العالمية هو بالإنكليزية UNIVERSALISM من كلمة UNIVERSAL وتعني العالمي، أو الكوني، ومصطلح العولمة بالإنكليزية هو GLOBALIZATION وأصله من كلمة GLOB وتعني الكوكب، ولاسيما كوكب الأرض، وقد ترجم المصطلح في البدء إلى العربية بـ «الكوكبية»، ولكن هذه الترجمة لم تنتشر، ولم تستقر، وشاعت الترجمة الحالية: العولمة، وهي على وزن فوعل من العالم، وهذا الاشتقاق جديد، ولا نجده في المعجم، ولكنه استقر، ولعل الخلط بين العولمة والعالمية راجع إلى اشتقاقهما معًا من كلمة عالم، إن لم يكن هذا الخلط في بعض الحالات مقصودًا للخداع والتضليل.