Options d'inscription
لم تكن المفاهيم الجمالية ذات أبعاد فكرية وفلسفية عند العرب في العصور الأولى بقد ما كان حكمهم على الأشياء وتقييمها مرتبط بالحسي المادي المجرد فجاءت أحكامهم في الغالب انطباعية ، ردة فعل لمؤثر مباشر ، ولعل سبب ذلك يعود الى البيئة المحيطة بالفرد العربي والعوامل المؤثرة في سلوكه ، لكن بعد ظهور الإسلام وتطور المفاهيم ، وارتباطها بالعقيدة والإيمان ، صار إدراك فعل الجمال وقيمته أكثر عمقا من خلال المبادئ الجديدة ، فالإيمان بالغيبيات والشعور بالجمال الروحي جعل الإحساس بالجمال يتعدى المحسوس إلى اللامحسوس، كذلك ظهور الفلسفة الإسلامية ذات العلاقة بالإيمان ومراتبه، يضاف إليها اطلاع العرب وتأثرهم بفلسفة اليونان وغيرهم من الأمم ، أيضا ظهور فرق المتصوفة الذين اربطت فلسفتهم الجمالية بالروح وخفاياها. وللتعبير عن الفكر الجديد وعملية الإدراك للصورة المخفية ووسائل معرفة الجمال.