Enrolment options
منذ وجود الإنسان على سطح الأرض، وهو يسعى دائماً لإشباع حاجاته الأساسية التي توفر له البقاء كالماء والغذاء والأمن والاستقرار. وإن هذه الدوافع إذا لم يتم إشباعها ينتج عنها اضطرابات نفسية تؤثر في الجسد، ففي القرن الخامس قبل الميلاد، قام أفلاطون بدراسة العلاقة بين الجسد والنفس، التي طالما كانت العلاقة بينهما محلا للجدال والنقاش والدراسات من قبل الفلاسفة وعلماء النفس، وأضاف أنه من الخطأ التفرقة بين شفاء الروح وشفاء الجسد. وهذا ما أشار إليه ابن سينا (980-1037م) حيث نقل وحدة النفس - والجسم إلى الميدان العملي أو التطبيقي، عندما قام بوضع حمل صغير وذئب مفترس في مكان واحد دون أن يتمكن أحدهما من الوصول إلى الآخر، وكان يقدم إليهما الطعام، وقام بملاحظة التطورات العضوية لدى الحمل الذي تعرض إلى حالة من الخوف والتوتر والذعر، فلاحظ أن الحمل قد أصيب بالهزال التدريجي، حتى مات بسبب معاناته من هذه الضغوط الإنفعالية. (محمد الطحان، 2008، ص 197).
من هنا تبين للباحث مدى العلاقة بين الجسد والنفس، ومدى تأثير كل منهما في الآخر، أي أن العلاقة بينهما علاقة تبادلية، حيث يؤثر كل منهما في الآخر. وكلما كانت شروط النمو النفسي آمنة ومستقرة كلما كان الجسد يحقق نمواً إيجابيا. وإن الحالة الانفعالية لها تأثيرها على الجسد، فحالة الانفعال يتحكم فيها الجهاز العصبي الذاتي من خلال الأجهزة العضوية في الجسم، وعندما ينتج توتر في الجهاز العصبي تتغير وظيفة العضو، أو حتى يتغير بناء العضو، محدثاً الأمراض النفسية الجسمية، أو ما يعرف بالأمراض السيكوسوماتية .